في مقالته (الأسلوب المتأخر في بيتهوفن) المنشورة عام 1937، يقدم ثيودور أدورنو قراءته الرائدة لمفهوم (التأخر) لوصف المرحلة الأخيرة في حياة الفنان، وتأثيرها علي الأعمال الفنية التي ينتجها في هذه المرحلة.
وبالتطبيق علي بيتهوفن، الذي ظلت مرحلته الأخيرة ظلاً شاغلاً لأدورنو طيلة حياته في التحليل الموسيقي، بدا (التأخر) موازياً للـ(النهاية)، كأن عمر الفنان –وهو يواجه الموت- قد زحف علي العمل الفني، فجعله مجعداً، خرباً، لا يكاد يستسلم للفرح. يُلمح أدورنو أن الفنان يكاد يتخلي عن نظريته الفنية. تتحطم شخصية العمل وتزحف الإكليشيهات الفنية وتقاليدها عليه لتتمكن من طبقاته.
في أواخر حياته، قبل الموت بالسرطان، يركز إدوارد سعيد علي مفهوم أدورنو للتأخر والأسلوب المتأخر، بل يأخذ عنوان كتابه (عن الأسلوب المتأخر) من مقاله أدورنو. في ذلك الكتاب يقرأ سعيد أدورنو مضيفاً عليه أن التأخر هو الوعي الكامل والإمتلاء بذاكرة الماضي، والوعي أيضاً بالحاضر. بالنسبة له فالتأخر هو المنفي المُفرض ذاتياً عما هو مقبول عامة.
يختتم سعيد مقالته بإعلان أن التأخر كثيمة وكأسلوب يظل يذكرنا بالموت.
مقالة أدورنو عن كتاب مقالات في الموسيقي إصدار جامعة كاليفورنيا 2002- هذه المرة الأولي التي ننشر بها مقالة بالإنجليزية، هذه مدونة ثلاثية اللغة، عربية إنجليزية فرنسية، لن نحتاج للترجمة للعربية إلا للضرورة القصوي.
مقالة إدوارد سعيد عن كتابه (عن الأسلوب المتأخر)
ترشيح الأستماع: بيتهوفن الرباعية الوترية رقم 14 – مصنف 131