كتب نعوم تشومسكي عام 1967 أطروحة تطبيقية حول رؤيته للمسئولية العامة للمثقفين، والتي ملخصها قول الحقيقة، كشف أكاذيب الحكومات، وتحليل الأحداث طبقاً لدوافعها ونواياها الباطنة.
ينطلق تشومسكي في تطبيق هذه الأهداف علي الحكومة الأمريكية في حرب فيتنام ساعياً لكشف كذب تصريحات المسئولين وتضاربها و سوء نواياهم.
وهي في مجملها دراسة هامة لمثال كيفية عمل المثقف خلال موقف وطني ودولي مأزوم؛ البحث والمتابعة الدقيقة والفحص الدؤؤب للخطاب الرسمي وطريقة قراءته وتحليله ثم دفع نتيجته إلي الناس. كما تشير في منهجيتها ونتيجتها وتأثيرها اللاحق إلي الدور (النصّي) المنتظر من المثقف، وليس القتال في الميادين أو صراع الشوارع.
هذا بالطبع مرهون كما أوضح تشومسكي في بدايات الدراسة بكون هذا المثقف يتمتع في بلده المزدهر بحرية تعبير ديموقراطية -أين غير في الغرب- تأتي مصحوبة بمسئولية (أعمق) بحد وصفه، و في ظننا أن بها إشارة كامنة، وربما كان يجب أن تكون واضحة، إلي مسئولية ذلك المثقف، المتمتع بحرية التعبير، التي تتخطي حدوده القومية.