توفيق الحكيم: عن “اللغة الثالثة” بين الفصحي والعامية

نُشرت في 28 أبريل 2016

تعليق ملحق بمسرحية الورطة طبعة مكتبة الآداب، 1985 تحت اسم “لغة المسرحية”.

هذه هي المسرحية الستون.. أي أني بها أتم ستين مسرحية منشورة.. ومع ذلك فإني لم أزل في المحاولة والبحث.. وخاصة فيما يتعلق بمشكلة اللغة المناسبة للتمثيلية العصرية في بلادنا..

وعلي الرغم من اصطناعي لغة عربية مبسطة غاية التبسيط، إلا اني أجد عند التمثيل الحاجة إلي من بحولها أو يترجمها إلي اللغة العامية. وهذا وضع عجيب. فالاعتراف بوجود لغتين منفصلتين لأمة واحدة، تسعي إلي إذابة الفوارق بين طبقاتها لأمر لا يبشر بخير.. ولطالما عيرنا أهل اللغات الحية بإن لغتنا العربية صائرة إلي زوال لأن الناس في تخاطبهم لا يتكلمونها.. وكان أهل المصلحة منهم يمعنون في إيهامنا بعمق الهوة بين الفصحي والعامية، وباستحالة تلاقيهما يوماً.. والواقع الذي الاحظه اليوم ولاحظه كثيرون هو عكس هذا الزعم.. فالعامية هي المقضي عليها بالزوال.. والفارق بينها وبين الفصحي يضيق يوماً بعد يوم.. ويكفي ان نستمع إلي فلاحنا أو عاملنا في مجلس الأمة أو مجالس الإدارات ليتضح لنا أن لغة الكلام العادي قد ارتفعت إلي المستوي الفصيج.. فهو مثلاً يقول: “دا موضوع يهم كل الفلاحين..” أو “الأرباح دي تم توزيعها بالنسبة لأغلب العمال، إلخ..” فإذا تجاوزنا عن الإبدال للذال والدال في اسم الإشارة “ذا، و ذي” الذي يصبح في التخاطب “دا، و دي، و ده” فإن العبارة كلها تصبح صحيحة..

وهذا النوع من الرخص والاختزالات موجود في اللغات الحية عند التخاطب بل وفي الكتابة الحوارية.. ففي الانجليزية مثلاً: I am تنطق وتكتب I’m.. وفي الفرنسية IL ne faut pas faire cels تنطق وتكتب في الحوار أحياناً faul pas faire ca وكان من أثر هذا الرخص والاختزالات أن اختفت مشكلة اللغتين المنفصلتين في تلك البلاد.. لأن الفصحي هناك أفسحت صدرها لبعض الشائع في النطق والحوار دون أن تطرده من حظيرتها طرداً، فيلجأ إلي الابتعاد التام وينشئ لنفسه لغة خاصة به يعمق فيها الفوارق والحواجز .. نحن أيضاً في لغتنا العربية بشئ من السماح في لغة التخاطب والحوار ببعض الرخص والاختزالات الشائعة علي الألسن في أسماء الإشارة والأسماء الموصولة، نستطيع ان نضيق بها الحدود والفوارق والحواجز.. وأن نصل إلي مستوي موحد من لغة عربية أقرب ما تكون إلي السلامة.. وحسبنا أن نلاحظ المتكلمين في الندوات والمجالس العادية لنعجب أيضاً لضآلة الفارق بين العربية وما سمي بالعامية.. فعندما يقول رب أسرة علي المائدة: “هاتوا لنا التفاح اللي اشتريته”.. فهذه العبارة سليمة إلا من اختزال الاسم الموصول “الذي” إلي “اللي”.. كما اختزل الانجليز I will إلي I’ll .. إن أكثر ما نسميه لغة عامي ما هو الإ اختزالات اقتضتها سرعة الكلام والخطاب كما يحدث في أكثر اللغات الحية.. فعندما نقول “بدي” إنما نختصر لسرعة الكلام كلمة “بودي”.. فنقول: “بدي أسافر” بدلاً من: “بودي أسافر”.. وكذلك الحال في قولنا “أيوة” بدلاً من: “أي والله”.. وعندما نقول “ما اعرفشي” إنما نختزل “ما اعرف شئ”.. أو علي الأصح ندمجها بعد تسكين أواخرها.. وتسكين الأواخر أي الوقف بالسكون وعدم الإعراب هو ايضاً من صفات لغة التخاطب السريعة في كل أمة عربية.. ولعل الأمر كان كذلك أيضاً أيام العرب القدامي في أوج حضارتهم.. فقد كان يقال “سكن تسلم” .. ومانحسب الكلام والتخاطب في الأسواق في أيامهم كان دائماً بإعراب اواخر الكلمات.. فالتسامح إذن في الوقف في الحوار التمثيلي المصري المنطوق والمكتوب يجب أن لا يقدح في عربية اللغة أو سلامتها.. وقد قال ابن الاثير في كتابه “أسد الغابة” أن اللحن لا يقدح في بلاغة أو فصاحة.. بقيت مسألة الكلمات التي شاع استعمالها في حياتنا اليومية وحسبناها عامية وهي في حقيقتها صحيحة وموجودة في القواميس مثل “أشرفك بكرة” و “أخرج بره” و “خش في الموضوع” و “زيي زيك” و “بس” إلخ إلخ.. وقد سبق للمرحوم المازني ان اشار إلي الكثير من ذلك واستعمل عبارات مثل “عالماشي”.. وعلي هذا القياس يمكن استعمال “ذا الوقت” او “دالوقت”.. فالدال والذال والضاد والظاء يحل احدها في النطق محل الآخر في بعض البيئات والقبائل .. فكلمة “فاض” كانت تنطق أحياناً “فاظ” ووردت في الكتب القديمة “فاظت روحه”.. وعلي ذلك لا جناح في نطقنا “بالظبط” بدلا من “بالضبط” ونطقنا “دا” و “دي” و “ده” بدلاً من “ذا” و “ذي” و “ذه”.. وكذلك ما يسير علي نهجها مثل “كذا” التي تنطقها “كدا” أو “كده”.. ويلحق بها كلمتا “ايه” و “ليه” مما شاع استعماله في حديثنا نحو : “ايه رأيك في المسألة؟…” و “ليه امتنعت عن زيارتي”… مثل هذا الرخص والاختزالات في التخاطب يمكن قبولها.. إذ من الشطط أن نطالب الناس بالطفرة ونلزمهم في مجالسهم العادية باستعمال كلمة “لماذا” بدلاً من “ليه” حتي ينطقوا: “لماذا امتنعت عن زيارتي”.. إذا اردنا ان نطاع فلنأمر بما يستطاع.. كل ما نرجوه ونراه الان في الإمكان هو العمل علي قدر المستطاع علي إزالة الوهم بوجود لغتين منفصلتين تقوم بينهما هوة سحيقة.. فإن هذا الاعتقاد هو الذي جعل كثيراً من كتابنا يمعنون في تعميق الهوة بدون مبرر أحياناً .. لا لشئ إلا لتأكيد انفصال العامية وإظهارها بمظهر اللغة المستقلة.. وماداموا قد انفصلوا بها واستقلوا فهم احرار في المبالغة والتكلف وصنع فروق مفتعلة افتعالاً.. فعبارة “قل لي” مثلاً يكتبونها “قوللي” مع ان العربية السليمة هنا هي الأقرب إلي النطق.. ولكنها رغبة الإمعان في إقامة الحواجز والقضاء علي كل تشابه، والتشويه لمعالم اللغة العربية، تنصلا منها وتجاهلاً لها.. وأحياناً جهلاً بها.. كذلك تقع بعض المسئولية علي بعض المتقعرين؛ ممن يحلو لهم تجنب الشائع الصحيح لمجرد ان العامة عرفته.. فعندما شاع مثلاً قولهم “فلان موظف نشيط” استعمل المتفاصحون كلمة “نشط” مع ان الأفصح لغة هو اللفظ المتداول.. إذن هي رغبة متعمدة من الطرفين؛ لاختلاق هوة مصطنعة بين الكتابة والتخاطب، أو بين طبقتين من الناس.. ونحن اليوم بسبيل بناء أمة موحدة في التفكير والعمل، ونتحدث عن إذابة الفوارق في لغة التخاطب.. وهنا يقع العبء الأكبر علي كتاب الحوار القصصي والتمثيلي.. فهؤلاء هم المنوط بهم مهمة إزالة الفوارق اللغوية.. فلا يكفي أن يقولوا إنهم يصورون الواقع.. إن واجبهم أيضاً هو التأثير في الواقع، وتغييره وتشكيل واقع الغد.. ولقد كان للمؤلفين المسرحيين في أوروبا في العصور الماضية فضل الارتفاع بلغة التخاطب فوق المسارح مما جعل الناس يحاكونها في حياتهم اليومية.. وفي وقتنا الحاضر تضاعفت قوة التأثير عندنا بوجود السينما والإذاعة والتليفزيون .. فإذا استمر كتاب الحوار يبالغون في تصيد الهابط من الالفاظ بغرض إضحاك الناس أو بحجة تصوير واقعنا، فإننا سنظل نعيش في مجتمع غارق أكثره في السوقية والإبتذال.. مع ان واقعنا ليس في كل الأحيان بهذا السوء.. فالعامل والفلاح والعمدة والشرطي لا يتحدثون في الحياة دائماً بهذه اللغة الكاريكاتورية التي نعرضها فوق المسارح وعلي الشاشة.. فنحن إذن من أجل الإضحاك نضحي بأهم الغايات الفنية والاجتماعية معاً: وهي العمل علي الارتفاع بالمستوي اللغوي لطبقات الشعب.. وإني انصح كل كاتب حوار أن يضع بجواره القاموي الوسيط للمجمع اللغوي- ولن يكلفه ذلك أكثر من جنيهين- ولكنه سيسر وسيدهش إذ يجد فيه من الألفاظ الصحيحة أو التي اعتبرت صحيحة ما كان في الظن والحسبان انها من لغة العوام، مما يسهل له عملية التقارب المنشود.

في هذه المسرحية حاولت شيئاً من هذا التقارب الذي سبق لي ان حاولته في “الصفقة” بما اسميته “اللغة الثالثة”.. فلغتها هي لغة التخاطب العادية في حياتنا اليومية.. ولكنها مع ذلك قريبة إلي العربية الصحيحة.. فهي إذن عند التمثيل لن تحتاج إلي الترجمة إلي ما يسمي بالعامية.. وبذلك لن يكون هناك نصان للمسرحية الواحدة.. بل نص واحد هو هذا النص.. ولا عبرة للقول إن الممثل سنطقه مختلفاً أي “عامياً” فهذا القول مردود.. لأن مخالفة المنطوق للمكتوب أمر شائع؛ قديماً وحديثاً.. ففي الانجليزية تكتب كلمة “موجام” وينطق “موم”.. وفي الفرنسية جميع الكلمات التي تنتهي بحرف “S” مثل “dis” و “fais” لا ينطق فيها الحرف الاخير ابداً.. وفي لغتنا العربية من قديم كان المنطوق المخالف للمكتوب أمراً شائعاً.. ولعل القراءات السبع للقرآن الكريم مما يفسر ذلك.. اما في التمثيل فإن مخالفة المنطوق للمكتوب شئ طبيعي.. وما من بلد من بلاد العالم لا يتصرف فيه الممثل عند النطق التصرف المناسب لتلوين الشخصية.. ومن أمثلة ذلك مسرحيات “مارسيل بانيول” عضو المجمع الفرنسي.. فهي مكتوبة بالفرنسية العادية ولكنها تنطق علي المسرح بلهجة أهل مرسيليا.

إن المهم في الأمر كله هنا هي وحدة النص.. وما نسعي إليه هو القضاء علي ازدواج النص، وعلي الازدواج اللغوي في كتابة الحوار العصري.

خلاصة القول عندي إني أرفض الاعتراف بوجود لغة منفصلة مستقلة اسمها العامية نترجم إليها العربية، كما لو كانت العربية لغة اجنبية.. في حين ان الموجود هو مجرد لهجة تخاطب عربية استخدم فيها بعض الرخص والاختزالات والاستبدالات كاستعمال الحاء بدل اسين في الفعل المستقبل.. فتنطق “حاكتب” بدلاً من “ساكتب” وإلحاق الباء بالفعل المضارع تأكيداً للحاضر مثل “بيكتب” وكل هذه الفروق في النطق والتخاطب طبيعية لها نظائرها في بعض اللغات الحية، وهي علي كل حال لبست من الضخامة التي تبيح الزعم والاعتقاد بوجود لغة مستقلة منفصلة عن العربية.. وإننا بقليل من حسن النية وقوة الإرداة نستطيع تدريجياً أن نرتفع بأسلوب تخاطبنا العادي إلي مستوي تضيق فيه الفروق بين الكتابة والتخاطب؛ كما هو حادث في اللغتين “الانجليزية” و”الفرنسية”.. وإني كلما شغلت نفسي بملاحظة المتكلمين عندنا وجدتهم – علي غير وعي منهم – قد نطقوا لغة عربية سليمة، تكاد تقترب  من لغة الكتابة، فيما عدا ترك الإعراب، ونطق القاف في قال ويقول بالهمزة أو الجيم، حسب المنشأ والمنطقة.. فالهوة إذن ليست سحيقة إلي الحد الذي يبيح العمل علي تعميقها، وشطر اللغة الواحدة إلي شطرين، وجعلها لغتين.. وقسم الشعب شعبين.. فلنحاول إذن – علي قدر الإمكان – تضييق الفوارق، وإلقاء الجسور ورم الكسور.. ولن يكلفنا ذلك في أول الأمر الإ الرغبة الصادقة والعزم والإصرار.

وهذه المحاولة كغيرها من المحاولات التي سبقت في هذا المجال، ليست ملزمة في شكلها وطريقتها لأحد، ولا لي أنا نفسي.. فإن لكل كاتب أن يجرب مراراً، وأن يحاول كثيراً في هذا السبيل.. كل علي طريقته، وعلي قدر اجتهاده.. المهم في الأمر كله هو أن يكون هدفنا النهائي الارتفاع بلغة التخاطب لا الانحطاط بها.. وأكرر قولي إن مهمة الكاتب والفنان هي صنع واقع الغد، لا مجرد الاستنامة إلي واقع اليوم.. وإننا كلنا نتطلع إلي الغد الذي نري فيه لغة تخاطبنا العادية قد نظفت وارتفعت، وأصبحت أقرب ما تكون إلي لغة الكتابة العربية الصحيحة، كما هو الحال في اللغات الحية المحترمة، ومنها لغة “تشيخوف” و “جوركي” .. وكانا يكتبان لجماهيرهما باللغة الأدبية.. ومع ذلك تقوم في بلادها اليوم حركة تنقية للغة، حتي لا يورث جيل الغد الأخطاء…

إن واجب كتاب العربية أيضاً أن يمهدوا لذلك الغد، لأن طبقات شعبنا في تقدم مستمر، وفي تقارب متزايد، وفي تطور دائم من حيث المستوي الاجتماعي والفكري والثقافي.. وان شيوع التعليم جعل الشعب بمختلف طوائفه أكثر وعياً واستعداداً لتقبل الرقي في أدوات تعبيره.. ولذلك ازداد انتشار الصحافة والإقبال عليها والانتفاع بها.. غير ان الملاحظ ان لغة الصحافة أرقي من لغة المسرح في التمثيلية العصرية في مستوي لغة الصحافة علي الأقل، إذا أردنا ان يكون لمسرحنا دور قيادي مماثل لدور الصحافة في تطوير ارادة التعبير لدي الجماهير.. والمسألة التي كان يجب ان تكون محل التساؤل هنا هي : هل يجب ان نضع علي المسرح اللغة العربية مباشرة ونعوّد الجمهور سماعها؟.. او نتدرج بالأمر من خلال تجارب كهذه التجربة وغيرها للارتفاع بالعامية.

اما الكلام علي اساس ما نحن فيه، والوقوف السلبي عند عاميتنا الراهنة لا نريد لها بديلاً. ولا نحاول لها تغييراً أو تطويراً فهو ما لا أراه صالحاً لحاضرنا او مستقبلنا.

وحبذا لو انتهي الرأي إلي تفصيح العامية، باستخدام العربية المبسطة او ما يمكن تسميته ” عربية التخاطب ونعود الناس تذوقها، والمسرح استعمالها.. فإنه لمن العجب أن يبدأ مسرحنا بالفصحي منذ عهد الشيخ سلامة حجازي وينجح النجاح الساحق أمام جمهور في الحضر والريف قليل الحظ من التعليم ايام الاحتلال ثم ينتهي إلي العامية الطاغية في عهد التعليم والاستقلال؟

بل انه كان من اثر حفاظنا علي الفصحي في الأدب والفن أيام الاحتلال أن استطعنا إيجاد نوع من التماسك بين الأمم العربية جميعها، علي الرغم من خضوعها لقضية الحكم العثماني والفرنسي والبريطاني.. كنا باللغة الفصحي وحدها في الأدب والفن في وحدة حقيقية من الروح والفكر أمتن وأعمق من أي وحدة سياسية.

أرجو ممن يهمهم الأمر أن يتحروا عما إذا كان شيوع العامية المحلية بين العلل التي ساعدت علي التفكك الروحي والفكري؟ أو ستساعد علي ذلك؟ فقد بدأ بالفعل التساؤل في بعض البلاد العربية: لماذا تفرض علينا عامية مصر ولا تكون لنا عاميتنا؟ وظهرت بالفعل بعض البوادر في بعض ألوان الأدب والفن.. وإذا استمر الحال سنجد أنفسنا يوما مضطرين إلي ترجمة الكتب والأفكار والفنون من لغة محلية إلي لغة محلية أخري داخل نطاق العالم العربي.

وبذلك تتفتت ثقافتنا وينطقع اتصالنا الفكري، ونفقد ميزة لغة واحدة، واسعة الانتشار كانت في يدنا واضعناها، في الوقت الذي تسعي فيه كل دولة كبري وتحرص علي ان تكون لغتها هي لغة الفكر والثقافة والتفاهم في أوسع رقعة ممكنة من العالم.

إن توحيد لغة التخاطب العربية بين الطبقات للعرب جميعاً إن تعذر بالتزام الفصحي، فلا أقل من محاولة تفصيح العامية، بتقريبها علي قدر الإمكان من الفصحي.. لتكون العامية الفصحي هي لغة التخاطب الموحدة.. وهذا ما سوف يحدث حتما بارتفاع مستوي الوعي الثقافي العام لدي الشعوب العربية جمعاء.

ت . ا

الورطة – توفيق الحيكم – مكتبة الآداب

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *